الصفحة الرئيسية / دولية / منتجة فيلم أحمد باي : التجربة الإيرانية قدمت لنا خبرتها

منتجة فيلم أحمد باي : التجربة الإيرانية قدمت لنا خبرتها

وأوضحت 'سميرة حاج جيلاني'، في تصرييح لمراسل إرنا بالجزائر، إن 'العمل بلغ مرحلته الأخيرة، وفريقا العمل الإيراني والجزائري 'أنهيا العمل، منذ أيام قليلة، بكل التحضيرات المتعلقة بالفيلم، وهي التحضيرات التي استمرت 8 أشهر'.
وقالت سميرة حاج جيلاني إن 'نص سيناريو الفيلم قد انتهي من الرتوشات الأخيرة له، منذ ثلاثة أيام، وأعيدت قراءته قراءة أخيرة من مهنيين ومدققين لغويين، وفريق مؤرخ ثاني لتدقيق بعض الأمور المتعلقة بأسماء القبائل والمصطلحات العسكرية المستعملة آنذاك'
في هذا الشأن قالت حاج جيلاني إن 'فريق العمل استفاد من كل الانتقادات التي وجهت لأفلام أخري، حتي لا تكون هناك هفوات، فالمسألة صعبة والأمر يتعلق بفيلم تاريخي عن شخصية لها وزنها وليس لنا الحق في الخطأ، وأنه من الضروري أن نكون في مستوي الثقة التي وضعها وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في شركة الإنتاج لإنجاز هذا الفيلم'.
وأشارت المنتجة سميرة حاج جيلاني إلي أن فيلم 'أحمد باي' هو 'أول فيلم جزائري ضخم كل الديكورات والملابس والأكسسوارات وكل ما ستوجبه الفيلم تم في الجزائر بأيدي جزائرية وتأطير من الخبراء الإيرانيين في المجال'.
في هذا السياق أشارت حاج جيلاني إلي أن الفيلم 'استوجب تحضير 2110 قطعة لباس، كون القرار اتخذ بأن يتم إلباس حتي الكومبارس بألبسة تلك المرحلة التاريخية'، موضحة أن ذلك استدعي فتح ورشة تضم 21 خياطة جزائرية تحت إشراف وتوجيه الخبراء الإيرانيين في المجال'.
وأضافت حاج جيلاني قائلة: 'حتي بعض الأمور التي كانت يستوجب اقتناؤها من تركيا أو طهران رفضنا أن تأت من هناك وأصرنا علي أن تصنع هنا في الجزائر'.
في هذا السياق، أثنت سميرة حاج جيلاني علي تجربة هذا التعاون الجزائري- الإيراني، موضحة أن ذلك مكن من 'فتح ورشات مثل ورشة الخياطة، وورشة الحديد لصناعة السيوف والخناجر من تلك الفترة، خناجر وسيوف فرنسية وعثمانية، وهو ما سيشكل مخزنا وذخيرة من الأكسسوارات للأفلام القادمة'.
وأضافت سميرة حاج جيلاني أنه 'حتي الديكور تم الإصرار علي إعداده في الجزائر وإقامته في الجزائر في مكان التصوير'، موضحة أن إحدي أزمات السينما في الجزائر أن 'المنتجين كانوا يقتنون ديكورا تصرف عليه الملايين، وينقلونه إلي بلاد أخري للتصوير ثم يتركونه هناك، وهو ما تم رفضه في هذا الفيلم'.
وعن شكل التعاون بين الفريق الإيراني والفريق الجزائري، قالت المنتجة إنه 'يمكن القول أنه 'وصلنا إلي مستوي ليس فيه فريق إيراني وفريق جزائري وإنما هناك فريق واحد هو فريق فيلم أحمد باي'.
وأثنت المنتجة علي المخرج الإيراني جمال شورجه وقالت إنه 'مخرج معروف ومحترم، استطاع بفلسفته وبعد نظره أن يوحد الفريقين في فريق واحد موحد لإنجاح الفيلم هو 'فريق أحمد باي'.
وفيلم 'أحمد باي' فيلم من إنتاج الجزائرية 'سميرة حاج جيلالي'، وكتب السيناريو له 'رابح ظريف'، وهو يصور جزء من حياة 'أحمد باي' (1786-1850) حاكم الشرق الجزائري في العهد العثماني أو ما يعرف بـ 'بايلك الشرق' من 1826 إلي غاية سقوط قسنطينة أمام الاحتلال الفرنسي في 1837.
وقد قاد أحمد باي مقاومة شرسة ضد الاحتلال الفرنسي، وحتي بعد سقوط قسنطينة، فر إلي الصحاري وبقي يحث علي المقاومة والثورة إلي أن ضعفت قواه، وسلم نفسه، فنقل إلي الجزائر العاصمة ووضع في الإقامة الجبرية إلي أن وافته المنية في 1951.
ومعلوم أن 'جمال شورجه' المخرج وكاتب السيناريو الإيراني من الطراز الرفيع وعرف عنه اهتمامه بالأفلام التاريخية، ولعل هذه الخبرة هي التي دفعت إلي اختيار المنتجة له لإخراج هذا الفيلم الذي يصور جزءا من تاريخ المقاومة الجزائرية للاحتلال الفرنسي.
كما سيكون لتجربة المخرج جمال شورجه العمل مع ممثلين عرب دور في تسهيل هذه التجربة الجديدة له والأولي من نوعها بالنسبة إلي مخرج إيراني مع الجزائر.
ويعد هذا التعاون الإيراني الجزائري في مجال السينما الثاني من نوعه، بعد استعانة الجزائر بخبراء إيرانيين في التجميل والأكسسوارات يقيادة السيدة 'سودابة خسروي' في فيلم 'ابن باديس' للمخرج السوري 'باسل الخطيب'، وقد أثارت التجربة إعجاب الجزائريين سواء من طاقم التصوير أو الممثلين أو الجمهور.
وشهدت العلاقات الثقافية الإيرانية الجزائرية في المجال السينمائي انتعاشا ملحوظا في السنوات الأخيرة، وليس أدل علي ذلك من جعل إيران ضيفة شرف 'مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي' وتكريم المخرج الراحل عباس كيارستمي بالجزائر في السنة الماضية، وكذلك مشاركة المخرجة الإيرانية 'رخساره قائم مقامي' في 'أيام الفيلم الملتزم' وفوزها بجائزتين عن فيلمها 'سونيتا'.
وتربط الجزائر وإيران، منذ زيارة وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي رضا صالحي أميري للجزائر في آذار / مارس 2017 اتفاقية تعاون بين هيئة 'فارابي' للسينما وبين المركز الجزائري للسينما والسمعي البصري 'لتعزيز الإنتاج الثنائي السينمائي المشترك' و'التعاون' في مختلف مجالات السينما بين البلدين.
وتنص الاتفاقية علي 'تعزيز الإنتاج السينمائي المشترك'، من خلال تسهيل تدابير تنقل وإقامة المستخدمين الفنيين والتقنيين المساهمين في الأعمال السينمائية، وكذا 'تيسير استيراد وتصدير الأجهزة الضرورية في إنجاز هذه الأعمال واستغلالها في كل دولة'.
كما تتضمن الاتفاقية 'التعاون في مجال التكوين السينمائي'، و'توسيع' التعاون والتبادل بين مدارس السينما بإيران والجزائر، وكذلك بين مراكز إنتاج الأفلام والمتاحف السينمائية'، بالإضافة إلي 'تقديم الدعم للاستفادة من المدن السينمائية'.
بالإضافة إلي ذلك تنص الاتفاقية علي 'ترميم' الأعمال السينماتوغرافية وترقية المهرجانات والأسابيع السينمائية' وكذلك 'التوزيع المتبادل' للأفلام و'السعي لعرض الأعمال السينمائية الطويلة الإيرانية والجزائرية في دور العرض لكلا البلدين'.
انتهي**472**2041** 1837

www.irna.ir

تحقق أيضا

النخالة : سنقاتل العدو الصهيوني حتى تسقط أحلامه وأوهامه

جاء ذلك في كلمة النخالة، امس  الأربعاء، خلال مشاركته بمؤتمر "القدس أقرب" في العاصمة طهران، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *